شوكولا بقلم:داليا أصلان
تاريخ النشر : 2009-11-22
وإن كنت روائيا
أو تخطط للكتابة القصصية
فأنت في أزمة
بـ الكريما البيضاء الغضة ، أو العاجية بالفانيللا ، أو تلك البندقية قاسية الحلاوة ، يتملكني الخيال ، يسوقني أمامه كعمياء باسمة ، مذاق كثيف / غليظ / سكري ، تغيب معه الحواس جميعها ، وأتحول إلى عبق غابات الصنوبر وعطش اللوز وعتمة الكاكاو ، ملمس الرغوة الساخنة الهشة في حلقي يراودني عن اتزاني ، وابدأ في تصور الدفء برعونة تسحبني إلى أي مكان يرغبني ، وإن لم أشتهِ زيارته قبلا .
يدق اللحن خافتا في تلك المرحلة ، فأنفض عني ثوب الواقع ، وأكشف للجنون عن ساق وحلم من الساتان الجيد ، تغمغمني الكلمات ، تترنم أصابعي بلمسات خفيفة ، باحثة عن النشوة في عالم الفراغ ، ثم حالة من هلوسة ، يرتعد لها خيالي ، وتتسارع مع موجاتها أنفاسي ، فإذا ما انتهى الكوب من لذتي ، وأعلن نفاد آخر كتلة من مخفوقه الجهنمي ، فتحتُ عيني نصف واعية ، فنشرتُ نثري ، ومسحت العرق عن عنقي وأكتافي وما بين أصابعي .
أسلم القدح لماء الواقع وفرشاته الخشنة ، لينظفانه ، ولا أنسى أن أبتسم له بخبث ، فيفهمني .
بعد قليل أملؤه بخلطتي السرية ، ونكهة / رحلة جديدة لأرض جديدة .
- أين الأزمة؟
- أخبرني ، عمَّن نكتب؟ عن ذواتنا أم خيالاتنا؟
إن فرضتَ أنني أكتب عن واقعي ، فبهذا تكون قد رسمتَ لي ألف حياة وحياة كلهم مني ، و كلهم ليسوا لي . وإن فرضتَ أنني أكتب آليا ، أحترف الحس ، وأمتهن صهوات القصص ، تكون قد بخستَ المخفوق سحره وتجاهلت إحساسي ..
أو
أعلنتني لنفسك كاذبة مشعوذة كلما حدثتك عن مشكلة تؤرق واقعي
داليا أصلان
أو تخطط للكتابة القصصية
فأنت في أزمة
بـ الكريما البيضاء الغضة ، أو العاجية بالفانيللا ، أو تلك البندقية قاسية الحلاوة ، يتملكني الخيال ، يسوقني أمامه كعمياء باسمة ، مذاق كثيف / غليظ / سكري ، تغيب معه الحواس جميعها ، وأتحول إلى عبق غابات الصنوبر وعطش اللوز وعتمة الكاكاو ، ملمس الرغوة الساخنة الهشة في حلقي يراودني عن اتزاني ، وابدأ في تصور الدفء برعونة تسحبني إلى أي مكان يرغبني ، وإن لم أشتهِ زيارته قبلا .
يدق اللحن خافتا في تلك المرحلة ، فأنفض عني ثوب الواقع ، وأكشف للجنون عن ساق وحلم من الساتان الجيد ، تغمغمني الكلمات ، تترنم أصابعي بلمسات خفيفة ، باحثة عن النشوة في عالم الفراغ ، ثم حالة من هلوسة ، يرتعد لها خيالي ، وتتسارع مع موجاتها أنفاسي ، فإذا ما انتهى الكوب من لذتي ، وأعلن نفاد آخر كتلة من مخفوقه الجهنمي ، فتحتُ عيني نصف واعية ، فنشرتُ نثري ، ومسحت العرق عن عنقي وأكتافي وما بين أصابعي .
أسلم القدح لماء الواقع وفرشاته الخشنة ، لينظفانه ، ولا أنسى أن أبتسم له بخبث ، فيفهمني .
بعد قليل أملؤه بخلطتي السرية ، ونكهة / رحلة جديدة لأرض جديدة .
- أين الأزمة؟
- أخبرني ، عمَّن نكتب؟ عن ذواتنا أم خيالاتنا؟
إن فرضتَ أنني أكتب عن واقعي ، فبهذا تكون قد رسمتَ لي ألف حياة وحياة كلهم مني ، و كلهم ليسوا لي . وإن فرضتَ أنني أكتب آليا ، أحترف الحس ، وأمتهن صهوات القصص ، تكون قد بخستَ المخفوق سحره وتجاهلت إحساسي ..
أو
أعلنتني لنفسك كاذبة مشعوذة كلما حدثتك عن مشكلة تؤرق واقعي
داليا أصلان