يمكنك البحث عنها خلف كتاب أدب الرحلات، أو أمام وثائقية يمسح فيها الطيران غابة ما ضمدت أنهار التاريخ. ابحث عنها وهي تمشط المحال بحثا عن عصبات رأس رياضية مناسبة، لأنها ذات يوم ستولي ظهرها للبقالة، وتجوب العالم بحثا عن الحوت الأبيض، ذي النقش في جبهته، عند عمق أبعد مياه الجغرافيا. حينما تجدها ستعرف أن مثل تلك الطاهية يمكنها استقبال يدك بصبر، كقطعة عجين تحتاج للترتيب الدؤوب والتسوية، ستجعل منك رسالة يأكلها الأطفال.
هي لا تشاهد برامج الطهي، لا تتحدث عن خفتها ولذتها، وتقريبا تتعطر بروائح الخشب، لتسهل عودتها للبراري، لكنك ستشم حلوها ومالحها في صوتها، في دفء كل حكاية منها، والمفردات التي خرجت للتو تلقائية من تحت جفون الناعسين.
إنني أحب الموسيقى وهي تخبز فطائر التوت، أترنم بأحلام القلوب الوفيَّة وهي تصنع من ماء المطر والليمون شرابا للعائدين من الحروب .
إلى كل امرأة مظهرها كـ رَبَّة أسرة، وهي في داخلها ليست كذلك؛ نحن عُصبة.. ووعدنا قريب.
