زرار الموتور

 زرار من زراير الموتور (موتور المَيّة) اللي ف الحمام باظ من شهرين. خَشّب مكانه كدة وثِبِت، لا بيطقطق فوق، ولا تحت.

كنا لو حد بيتحمم أو حط على وشه صابون والمية راحت، ومش شايف يروح لزرار سليم، ننادي على بعض، أو من جوة البانيو بإيد المسّاحة نضرب ع الزرار البعيد يشتغل، يعني بدل المنادية بقى والصوت العالي والفضايح..

حاتم عايزين كهربااا..آااا ، دا أنا اللي بقول.

يقوم حاتم يبدي استعداد جميل إنه حاضر وأكيد هايجيب الكهربائي.. وينشغل ما يطلبوش
وعلى كدة طول رمضان لحد ما خلص الشهر وانفرط عقد الأيام
ف العيد، ف ليلة، حاتم مسافر، أنا وادهم، طلّعنا المفكات الصليبة، والتيست، والبنسة (ما اعرفش ليه)، وفصلنا كهربا الشقة، كانت أروة هاتنفجر ف وشنا.. وجيبنا كشاف النور، ووقفت أنا والولد ف الحَر والضلمة نفكك قابس زر الموتور ..
طلّعنا الوِش الخارجي، والعلبة الداخلي المعدن، فا لُقَم الزراير فَطِّت ف وشي، بس على مين، عزلت السلوك وطلعت اللقمة ف إيدي، وفصصتها هي كمان، إن الزرار يتِك، أو أفهم سبب الكلبشة دي؟، مفيش.
أدهم قاللي: والحل؟
قلت له هنحتاج واحدة جديدة، الدنيا عيد والمحلات قافلة، وما اشتريناش قبله.
كنت با ارد عليه وانا لا إراديا برجّع كل حاجة مكانها، ومش لاقية تفسير لده دلوقتي إلا إني خُفت لو سيبت مكان اللقمة مكشوف، مهما خدت احتياطاتي، هانتكهرب.

العيد خلص، كل يوم نفكّر بعض باللقمة، كل يوم حاتم يقول هايكلم الكهربائي، كل يوم أضغط ع الزرار بالغلط، أو بقصد وعن يأس، وما يتحركش من مكانه.

النهاردة الساعة ١٠ وانا داخلة الحمام ضغطت عليه ساهية، غسلت وشي والمية كانت كويسة جدا، روحت أقفل الزرار السليم زي ما متعودين، لاقيته مقفول، صحصحت كدة وفتحت عيني كويس، وفتشت ف القوابس كلها، لاقيت الزرار العيان هو اللي شغال.
وقفت ابص عليه كأني ببص لوش بني آدم، عايزة اقول له: فعلا؟
قفلته، وانا متأكدة انه مش هايفتح تاني، بس فَتَح.
قفلته وفتحته ١٠ مرات بعدها عشان اتأكد انه هايشتغل خلاص، أو بدّي له فرصة يرجع ف كلامه. ما اعرفش، اشتغل فجأة زي ما اتعطل فجأة. وللآن مش عارفة السبب ومش واثقة فيه، بس عموما سعيدة إنه غيّر رأيه وقرر يكمل معانا تربية العيال.

الزرار دا بيفكرني بحاجات وأمنيات وعلاقات كتير ف حياتي، حيث الأشخاص والأغراض و أحيانا الأحلام تواتيك فجأة، أو تعرض عنك فجأة.