عندي مشبك غسيل صغير، خشب، طرفه مكسور. مَسْكِتُه مش عدلة. كنت باحس بعدم راحة أول ما احط إيدي في كيس المشابك القماش ويطلع لي. مع الوقت اتحولت الحوسة لكراهية من نوع ما، بيعطلني، باستهلك وقت علشان أضبطه بين صوابعي وعلى الحبل وقت الاستعمال.
لنا على كدة سنين مش فاكراها، يمكن من ساعة ما سكننا الشقة دي، أو جاي معايا من القديمة، مش فاكرة، نوعه انقرض من مدة ودا اللي باقي، كل ما اقول هارميه، ما برميهوش، لأنه لسة مهما كان بيمسك ع الهدوم، مع انه مش مريحني انا. مش متساوي. لازم له ضغطة معينة بزاوية عشان يشتغل معايا. غايته. بستخسر. اقول خليه هو ونصيبه.
الفكرة بقى إنه دايما حاضر، كل ما أدخل إيدي في الكيس يكون من أوائل المتسابقين للصعود. اتعطل نصف دقيقة على ما اثبته على الحبل، فاتبقى أحداث كل نشير مقسومة فصلين، قسم قبل المشبك المكسور، وقسم بعده.
من ثم قررت أتخلص من سيطرته عليا وبقيت كل ما يطلع لي أركنه على سور البلكونة لحد ما اخلص وبعدين أرميه في الكيس. فضلت على كدة مرتين تلاتة وبردو يطلع لي، فا خبيته في ثنية الكيس، حبسته هناك، وكام مرة أشوف أدهم يلعب بيه، أقول تمام هايخرَّبه، هايضيعه، هايرميه تحت سرير، هننساه، الهاجس دا خلاني فعلا نسيته. راح من بالي ومن إيدي، تاه عن عيني وبطلت افتكره.
الليلة دي بانشر أخر قطعة بآخر مشبكين، وقع واحد في الشارع، وقفت متعلقة مكاني أبص ع الحبال أي مشبك هحركه من مكانه بديل؟ ما لاقيتش. كله مهم. كله مشغول. أبعت حد يطلب مشبك من الجيران؟ بقينا اتنين بالليل. طيب أنشر القطعة جوة البيت؟ أرجعها الغسالة؟ معقول البيت مافيهوش مشبك واحد زيادة؟
فجأة لا إراديا لاقيتني بحط إيدي على ثنية الكيس الفاضي. فطلع معايا المشبك المكسور.
مش عارفة، عايزة بحكي وبس، عن حاجة مصممة تعيش.
عن حد إحنا بنركنه بالاحكام والقرارات، أو كدة وخلاص، شوفناه ماعادش ييجي منه، مع انه دايما مستعد يساعدك بس لو تسايسه؟
احنا بالفطرة بنكره الغير مثالي؟ ولا هو الاستعجال والأنانية؟
الشمبك السليم وقع ف السكة، قَدَرا، والمكسور اللي كمل؟
ما تخسرش حد/حاجة عشان مش على هواك؟
