
كُسِرَت نظارة أحبها، وكانت قد صاحبت عيني وقتا طويلا، اضطررت لإخراج القديمة من جرابها ووضعها على وجهي، خرجت معها داليا قديمة كنت قد حنطتها في نفس الخانة البعيدة مع الجراب، سيل جاحد من الذكريات، أوله موت أبي وآخره لم يأت بعد، أناس غادرتهم، وآخرون تركوا أماكنهم لتبني الطيور أعشاشا فوقها.
كل حركة، بفكرة قديمة تعود لرأسي، رائحة المعدن، لمسة الذراعين فوق أذني، أدرت وجهي في المرآة أبحث عني، من أين للأغراض هذه القوة؟
حزنت لبؤسي أمام نفسي الفائتة، كيف احتفظت المادة ببريقها وصرعة أناقتها بعد كل ما هرسته الحياة في حياتي.. أن تعود للماضي بعيون نسيتها؛ ترتب مرور أيام قديمة بقشة جديدة، الأمر يشبهك وأنت تتأمل جدارية بناء محيط كان قد تغيّر فعلا، بحصاه ورائحة ملحه وألوانه.
نظارتي القديمة.. حصاة قديمة ما زالت تحتفظ بمكانها وتاريخها.